دور البرلمانات في دعم التطور الديمقراطي في الديمقراطيات الناشئة: الدروس المستفادة لمجلس النواب المصري ( 2015-2020)

إذا كان الحديث عن أدوار وصلاحيات البرلمانات سواء التقليدية منها -التشريع والرقابة والدور السياسي والدور المالي والدبلوماسية البرلمانية، أو غير التقليدية - ومنها إعادة بناء الدول، وعلاج النزاعات والصراعات، ودورها في التنمية المستدامة، ومعالجة قضايا التغيير المناخي- قد يعد أمراً يسيراً، فإن استعراض دور البرلمان فى دعم التطور الديمقراطي بمثابة السهل الممتنع، وذلك بالنظر إلى ذيوع صيت البرلمانات ووفرة المعلومات عنها من جهة، وضآلة التراكم المعرفي والعلمي ومحدودية النظريات والمناهج التى تساعد في تحليل وتقييم أدائها من جهة أخرى. وإذا كانت دراسة دور البرلمانات في دعم التطور الديمقراطي هي الأصعب لكنها الأهم في نفس الوقت، وذلك بالنظر إلى حداثة تجارب التطور الديمقراطى وبناء المؤسسات السياسية والتعددية الحزبية فى العالم العربى من ناحية وضرورة تفعيل دور البرلمان في عملية التحول الديمقراطى كفاعل رئيس من ناحية أخرى.
     يشهد العالم مزيداً من التحولات نحو قدر أكبر من الديمقراطية، وجدل أوسع حول آليات التحول الديمقراطى ومقوماته. ولقد تركز اهتمام غالبية الباحثين على العوامل الكلية وأثر العوامل الخارجية والثقافية في ترسيخ التحول الديمقراطي، ولم يعطوا الأثر الهام لتطور دور البرلمان فى هذا التحول، سواء من ناحية قدرة البرلمان على ممارسة مهامه التشريعية والرقابية أو من حيث الإطار الدستورى والقانونى واللائحي المنظم لصلاحياته أو من حيث الإرادة السياسية لتفعيل دوره، أو من حيث تغيير الصورة الذهنية النمطية عنه لدى الرأى العام، وأخيراً من حيث العوامل المساعدة للأعضاء فى ممارسة تلك المهام.