السيناريوهات المستقبلية لأزمة سد النهضة الإثيوبي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

قسم العلوم السياسية، كلية التجارة، جامعة أسيوط

المستخلص

     إن إخفاق الدولة المصرية حتى الآن في عملية إدارة وحل وإحراز تقدم في ملف مفاوضات أزمة سد النهضة الإثيوبى ، يشير إلى ضعف الأدوات التى يمتلكها المفاوض المصرى في إدارة الأزمة وعليه فسوف يحاول هذا البحث أن يتعرض لإشكالية مدى الارتباط بين ضعف الخيارات والبدائل التى يمتلكها المفاوض المصرى (الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية و القانونية أو التلويح باستخدام الأدوات العسكرية) وتأثيرها السلبى على تحقيق سيناريوهات التعاون من ناحية وازدياد فرص تحقيق سيناريوهات الصراع من ناحية أخرى.
      وبالتالى فإن الغرض من هذا البحث هو تناول ودراسة سيناريوهات أزمة سد النهضة الإثيوبى من خلال أربعة محاور ، المحور الأول هو سيناريوهات التعاون التى تشمل سيناريو المفاوضات المباشرة وتطوير العلاقات السياسية بين مصر وإثيوبيا ، من المهم استمرار المفاوضات بين مصر وإثيوبيا من أجل إقناعها بضرورة الإقلاع عن سياسة فرض الأمر الواقع ، والالتزام بالإخطار المسبق قبل تدشين مشروعات السدود . وسيناريو الوساطة الدولية المتمثلة في وساطة الولايات المتحدة الأمريكية  ، حيث إن الحل الممكن للمرحلة الحالية والمقبلة بعد هذه القراءة الهادئة لن يتم إلا باتفاق الأطراف الثلاثة (مصر – السودان – إثيوبيا ) على اختيار (وسيط) دولى محايد يتفهم أبعاد الأزمة من كافة جوانبها الرئيسية والفرعية ، وله خبرة سابقة في حل أزمات دولية مماثلة ، وتكون أيضاً له القدرة على التعامل بشفافية لصالح الجميع ،   إن الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الغرب يعلمون دقائق وتفاصيل أزمة سد النهضة ، وقد يملكون مفاتيحها ولهم وسائل الضغط وخاصة على إثيوبيا . ولكن هل تكون الولايات المتحدة الأمريكية هى الوسيط الأمثل ، هذا سؤال إجابته لدى الإدارة المصرية . وسيناريو التعاون الاقتصادى ، حيث إن مصر يجب أن تبذل جهوداً مكثفة العمل من أجل زيادة التعاون الاقتصادى وتطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وأثيوبيا ، وذلك في مجالات التجارة البينية ، والمساعدات الاقتصادية ، والمنح والقروض ، والاستثمارات المشتركة ، خاصة في مجال الطاقة والبنية الأساسية ، من أجل خلق مشاركة اقتصادية حقيقية ، وليس مجرد علاقات تجارية.