أحزاب الحريديم الإسرائيلية وسياسات هجرة اليهود إلى فلسطين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

محاضر جامعي، مترجم قانوني

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مدى تأثير أحزاب الحريديم على هجرة اليهود إلى فلسطين، هذه الأحزاب السياسية، ومنها حزب يهدوت هتوراه، هي أحزاب يغلب عليها الطابع الديني المتشدد فكراً وممارسة، ويتميز الحريديم بعدم أنخراطهم في العمل والخدمة العسكرية، ومنعزلون اجتماعياً، وهذا الأمر خلق نوعاً من التنافر والخلاف بين العلمأنيين والمتدينيين، إلاّ أن المجتمع الإسرائيلي تمكن من استيعابهم والتعايش معهم، وكأن لهم أثر واضح في الأحوال الشخصية والتشريع والتعليم وغيرها.
    وتكمن مشكلة الدراسة في هذا الخلاف القائم داخل إسرائيل، وفي دور أحزاب الحريديم في سياسات هجرة اليهود إلى فلسطين، وموقفها من قوأنين العودة والجنسية والقومية، وإسهاماتها السياسية والحزبية في هذه القضايا الاستراتيجية، وإذ يرغب الباحث في الإسهام في المعرفة العلمية البحثية في هذا المجال فقد استخدم (اقتراب تحليل النظم) لدافيد ايستون بدراسة ظاهرة تأثير أحزاب الحريديم على الهجرة إلى فلسطين، وتحليل مشاركاتها السياسية في المعارضة والحكومات استجابة لمطالبها وتوجهاتها.
     وتوصلت الدراسة إلى أن لهذه الأحزاب تأثير ملحوظ في سن القوأنين ذات العلاقة بالهجرة، ومنها قأنون العودة وقأنون الجنسية وقأنون القومية الذي ما زال صداه حتى اللحظة لما وصف به من عنصرية وتمييز، وأثر جلي على التماسك المجتمعي أو ما يسمى ببوتقة الصهر الإسرائيلية، الأمر الذي دفع الباحث إلى التوصية باستخلاص العبر والاتفاق على القواسم المشتركة في مجتمعاتنا العربية، وقبول الآخر المخالف في الفكر والرأي، والاستفادة في الصراع من نقاط ضعف وقوة المحتل الإسرائيلي.