نظريات تفسير الحركات الاجتماعية : قراءة نقدية بالتطبيق على الواقع المصرى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة

المستخلص

شغلت ظاهرة الحركات الاجتماعية اهتماما بالغا في الآونة الأخيرة من قبل الاكاديمين و الباحثين نظراً للدور الذي باتت تلعبه في عالمنا المعاصر . ويقع هذا البحث في هذا الإطار من خلال تقديم  قراءة نقدية لأهم النظريات التي حاولت فهم طبيعة الحركة الاجتماعية وميكانيزمات حركتيها منذ تاريخ نشأتها وظهورها في القرن الثامن عشر في أوروبا حتي الحركات الاجتماعية بمفهومها الحديث من خلال استعراض  أهم تلك النظريات  وهي :
نظريات السُّلُوك الجَمَاعِيّ ونظريات تعبئة الموارد والحَرَكَات الاجتماعية الجديدة و"نُمُوذَج العمليَّة السياسية".
وينطلق البحث من القول بأن إعادة تحليل النظريات الثلاث الكُبْرَى ،التي تَطوَّرَت منذ منتصف القرن الماضي  في تحليل الحَرَكَات الاجتماعية، انطباعًا من الاختلاف والتباين والتفاوت، بينما أنتج هَذَا التعاقب والمقابلة والمقارنة بين النظريات كيانًا تحليليًّا صلبًا في البَحْث الاجتِمَاعي في نهاية سنوات السبعينيات. ومن جانب آخر يعكس عدم ثبات النظريات صُعُوبَة الإمساك بجوانب الحَرَكَات الاجتماعية كافة. وبإعادة قراءة ما يطلق عليه "مدرسة العمل الجَمَاعِيّ" ثم بالتتابع "نظريات العمل العقلاني"، يعكس الجهد المبذول من جانب علم الاجتِمَاع للإمساك بهذه الظاهرة التي تحدث مباشرة وفورًا. ولا يشترك كل من هذين النُّمُوذَجين إلا في تعاقبهما زمنيًّا، فكل منهما يُعَدّ علامات زمنية كاشفة على الرغم من استناد كل منهما إلى أحكام وإشكاليَّات متناقضة. فبينما توضح نظريات السُّلُوك الجَمَاعِيّ التَّعْبِئَة من خلال علم النفس الاجتِمَاعي وأخذه في الاعتبار القوةَ المفجرةَ للتطلُّعات والرغبات المحبطة، فإن نُمُوذَج العمل العقلاني يُخضِع -بالعكس- أشكال التَّعْبِئَة لقراءة اقْتِصَادِيَّة حتمية، فالأفراد المشاركون في التَّعْبِئَة هم أفراد واعون وحريصون على حساب التكلفة والمزايا، وتخضع مشاركتهم لاحتمالية الحصول على مكسب مادِّي.